الثعبان والجرذ
من قصص البحث العلمي
( تعزيز القيم لدى الطالبات من خلال القصص )
وقع ثعبان يومًا في شباك صيّاد كان قد نصبها لصيد الطيور ، فحاول الخروج والفرار من الشبكة دون جدوى ، وفيما هو كذلك مرّ جرذٌ بجانبه ، فخاف وارتجف من منظر الثعبان وهمَّ بالفرار .
فناداه الثعبان : رويدك .. رويدك .. يالك من أحمق ألا ترى الشباك حولي …فأنا الآن أسير وضعيف وأنت القوي رغم صغر حجمك ، فثبت الجرذ في مكانه بشجاعة لأوّل مرةٍ أمام ذلك الثعبان الضخم ، وحملق فيه بنظره متسمرًا ، وإذ به يقول له: اقترب أيّها الجرذ … ساعدني ، وسأردّ المعروف لك يومًا ما ، فأسرع الجرذ دون تفكير وبدأ بقضم الشبكة ليخرج الثعبان منها ظنًّا منه أنّها ستفي بوعدها ،فقد فكّر أنه سيكون في مأمن بقية حياته طالما أنّ الثعبان القوي سيحميه ، وأسرع بقضم الشبكة وفتح للثعبان فتحة كبيرة ، فخرجت منها منهكة وغادرت المكان ، ومن مرور الزمن سقط الجرذ في حفرة عميقة ، وانتظر كثيرًا علَّ أحد من المارة يساعده …. وبعد انتظار طويل سمع الثعبان صوت استنجاد داخل الحفرة فعرفته وعلى الفور مدّت جسدها الطويل داخل الحفرة والتقطته ، ورمته خارجها ، وكم كانت سعادة الجرذ لا توصف فقد شعر بالفخر والقوّة بهذا الصديق الضخم ، لكن هل تدوم هذه الصداقة ؟
و هل يغلب الطبع التطبع ؟
وقام الثعبان بعد ذلك بدعوة الجرذ إلى الغداء ، فارتدى الجرذ أفضل ثيابه وانطلق نحو بيت الثعبان فخورًا بنفسه وعند وصوله ناداها : صديقتي ها أنا ذا .. ، ولما ضمن الثعبان قربه من جحرها انقضت عليه وغرزت أنيابها في جسده الصغير ، فصاح : أين وعدك أيتها الماكرة ؟
فقالت : إنّ الجوع لساعات طويلة أذهب قدرتي على الوفاء بالعهد أيها الجرذ المغفل . .
فصاح الجرذ متألمًا : هذا جزاء من يأمن مكر المخادعين .
فيا أصدقائي لا تأمنوا مكر العدو ، فالطبع غلب التطبّع .
Leave A Comment