جونغ ان ضحية العنف المنزلي
من هي الطفلة جونغ إن؟
ولماذا أحدثت ضجّة كبيرة في أوساط المجتمع الكوري؟
عندما يتجرَّد الإنسان من إنسانيّته و يخلو قلبهُ منَ الرأفة واللين والرّحمة يتحوّل إلى وحش شرس أشد خطراً منَ الوحوش الحقيقيّة حتى وإن كانَ فرداً من أحد الدول المتقدّمة فالوحشيّة متعلّقة بالشّخص وليس بطبيعة المجتمع………..
إليكم تفاصيل قصة جونغ إن:
في العام الماضي في 13 أكتوبر 2020 ألقى مكتب الشرطة يانغ تشون في سيؤول القبض على الوالدين بالتبنّي ___ جانغ و آهن _____ لتسببهما في وفاة ابنتهما جونغ إن
وقد تمّ في وقت سابق تجاهل ثلاث محاولات للإبلاغ عن إساءة معاملة الطفلة جونغ إن وكانت تلكَ المحاولات صادرة عن جيران ومعارف العائلة التي تبنت الطّفلة،
وتجاوبت الشّرطة أخيراً مع الإبلاغات ولكن بعد فوات الأوان ( فالطفلة كانت قد فارقت الحياة في المشفى )
وفي التّحقيق نفى كل من الوالدين جانغ وآهن الاتّهامات وأصرّا على أنّهُ لا علاقة لهما بوفاة جونغ إن __ ومعَ ذلكَ أعلنت الشّرطة أنّ الأم قد صوّرت أكثر من 800 مقطع فيديو لنفسها وهي تطبّق أساليب العنف الذّهني والجَّسدي على جونغ إن _
و لدى الفحص الطبّي لجثّة الطفلة وتشريحها تبيّنَ أنَّ سبب الوفاة هو عدَّة تمزّقات في بطنها بسبب قوّة خارجية مطبَّقة على الطّفلة وقد كان جسدها مليء بالكدمات والكسور في عظم الترقوة والفخذين والقفص الصدري، وقد أكّدَ التّحقيق أنَّ الأم قد أساءت بوحشيّة للطفلة البالغة منَ العمر سنة وأربعة أشهر، وقد أثار ذلكَ غضب المجتمع الكوري والعالم،
خاصّةً وأنَّ هذهِ العائلة قد ظهرت في وقت سابق في أحد البرامج التلفزيونيّة برفقة ابنتهم الحقيقية وابنتهم بالتبنّي جونغ إن ، وتظاهروا بأنّهم أشخاص محبّين ولُطفاء، كما قال الأب في البرنامج ” أردتُ أن أُظهرَ للعالم أنّهُ ليسَ فقط المشاهير يتبنونَ الأطفال، وإنّما الأشخاص العاديّون مثلنا أيضاً يمكنهم التبنّي، فالتبنّي ليسَ شيئاً تخجل منهُ، بل هو شيء يجب الاحتفال به.”
ومعَ استمرار التّحقيقات رفعَ الكوريون عريضة يطالبونَ فيها بمحاكمة جانغ وآهن بتهمة الشّروع في القتل، وإساءة معاملة الأطفال .
وقد تمّ تداول بعض المقارنات لصور تُظهر الطّفلة قبل التنبي وما بعدَ التّبني عبرَ الانترنت وقد لاحظَ الجميع الوضع المأساوي لمنظر الطفلة قبلَ وفاتها بفترة وجيزة، وقد كانت الصورة صادمة ومحطمة للقلوب……
بعدَ ذلك في 2 كانون الثّاني ( يناير ) 2021 كشفت حلقة تلفزيونيّة عن الحقيقة المؤلمة والأكثر بشاعة وراء حجم الإساءة الفعليّة التي تحملتها جونغ إن خلالَ عشرة أشهر من حياتها قضتها معَ العائلة المتوحّشة بعدَ التبنّي .
وكان الاستغراب قد أُثيرَ حولَ حجم التمزّقات الحاصلة في بطن الطفلة لدرجة أنَّ البنكرياس ممزّق كليّاً، وبعدَ إجراء عدّة أبحاث حولَ حجم العنف الذي تعرّضت له الطفلة صرَّحَ الأطبّاء المختصّون بأنّ تمزقاً كهذا لا ينجم عن لكمة عاديّة باليد بل إنّ مدى شدّة الضربات يبيّن بأنّها قد تعرضت لضربة شديدة كقفز شخص بالغ على بطن الطفلة من مكان مرتفع، حيث قُدّرت الشدة التي تعرضت لها بأكثر من 3000 نيوتن، وقد تمَّ الاستعانة ببعض الرياضيين لقياس مدى شدة القوة المطبّقة حتى توصلوا إلى النتيجة المرعبة والتي تبين تعرُّض الطّفلة لأبشع أنواع العنف، وقد خلصت الحلقة إلى أنّ تصريح الأم بأنّ الطفلة قد سقطت من يدها كانَ كاذباً، لأنّ السقوط لا يلحق بها كل هذه الأضرار،
بعدَ بث الحلقة التي وصفها الكوريون بأنّها الأكثر صدمة، وعقب ذلك ازداد استنكار الكوريين لما حدث و طالبوا الحكومة الكوريّة بتشديد العقوبات ضدَّ الجرائم التي تشمل الأطفال كما أنّهُم طالبوا بمعاقبة الشّرطة الذين تلقوا البلاغات عن الحادثة لعدم اكتراثهم و تلكئهم باتّخاذ بالإجراءات اللازمة لحماية الطفلة، ويتم حالياً البحث في القضيّة.
وقد طالب المغني جيمين ( أحد مغني فرقة ال BTS المشهورة) بالاهتمام بالقضيّة، من خلال مناشداته المستمرة حولَ عدم اهمال الموضوع، ومعاقبة الجناة حتى لا يتكرر ما حدث مع أطفال آخرين هذا من جهة، ومن جهة ثانية لأنّ الطفلة المتوفاة لايوجد من يُطالب لها بحقها لذلك تولّى جيمين ذلك، إضافة إلى مطالبات المجتمع الكوري بذلكَ أيضا.
Leave A Comment