كيف تتصرف المرأة إذا هجرها زوجها
تمر في الحياة الزوجيّة فترة غريبة لا يحدثُ فيها تشاجر أو نزاع، ولكن رغمَ ذلك تفتقر إلى حرارة الحب والعواطف، وتصبحُ فارغة من كلّ محتوى، حتى تغدو علاقة الرجل بالمرأة مجرّد علاقة رفيقين مقيمين في غرفة واحدة، يسيطرُ عليها البرود و الرَّتابة، أمّا الحب وازدهار العواطف فلم يعد أي منهما يرفرفُ على علاقتهما.
فالرّجلُ الذي كانَ يهيمُ حُبَّاً حتى بعيوب المرأة صارَ اليوم ينتقدُ خُبزاً غير طازج وبيضةً غير ناضجة، والعاشقُ المتيَّم الذي كانَ يغمرُ المرأة بآيات حبّه بمناسبة وبغير مناسبة صارَ يُغادر البيت في الصَّباح دونَ أن يفكّر بطبع القُبلة التقليديَّة على خد زوجته.
والمرأة الذّكيّة تعلمُ أنّ مثل هذه الأشياء طبيعيَّة؛ فالحياة الزوجيَّة ليسَت لحظات متلاحقة من بثّ الشّوق والهيام ومن فناء الجسدين الواحد في الآخر ….. إنّها أيضاً ثلاث وجبات كل يوم، وتنظيف، ورمي القمامة خارجاً……
فالحب ليسَ كل شيء في الحياة، وليسَ لنا أن نلومَ الزّوجَ السَّعيد إذا ما رأيناهُ يكرّسُ وقتاً كثيراً لعملهِ، فهو يلتمسُ مسؤوليَّاتهِ الجديدة ويريدُ أن ينجح.
وخيرٌ للمرأة أن تقولَ لنفسها إنّ تصرفهُ حيالها، على ما فيه من عدم اكتراث ظاهر، دليلٌ على أنّها أصبحت في نظره رفيقاً مألوفاً مُريحاً، وأنّهُ باتَ واثقاً من أنَّ علاقته بزوجته غدت من الرّسوخ بحيثُ لم يعد بحاجةٍ إلى تدليل مستمر وإبداء دائم لتعلقهِ بها.
ولكن…… لنفرض أنَّ هذا الإهمال منَ الرّجل حيالَ المرأة لا ينطوي على مثل هذه المعاني، كأن يُمضي الرّجل أوقاتاً طويلةً خارج المنزل، أو تدلّ تصرفاته على أنه يهمل شريكتهُ، فيملأ ساعات فراغه باهتمامات غريبة عنها….
فما الذي تفعلهُ المرأة في مثل هذه الأحوال، وكيفَ تُحسن التّصرُّف؟
عليها أن تطرح على نفسها هذا السُّؤال:
هل هذا التبدّل مردّهُ متاعب يجتازها؟
فالواقع أنَّ كلّ إنسان رجلاً كانَ أم امرأة يمرّ خلال حياتهِ بفترات منَ القلق والتوتُّر النفسي وفُقدان التوازن، يرى أنّها لاتعني أحداً سواه، وأنَّ الرّفيق لن يستطيعَ أن يمدّ إليه يد المساعدة لذلك لا يريد أن يخبرهُ بمعاناته فيكون قد أزعجهُ بغير طائل.
ومن بعض المعانيات التي قد يتعرّض لها الرجل المعاكسات التي تواجه الرّجل في أثناء أداء عمله، وهناك من الرّجال من يميلونَ إلى عدم إشغال رفيقات حياتهم بمثل هذه المنغّصات،
حرصاً منهم على عدم تحميلهم فوقَ ما يحملنهُ من متاعب البيت ورعاية الأطفال.
أمّا الأزمة الكبرى فتنفجرُ عندما يبلغ الرجل سن النّضج، فيتوقَّف ليتأمّل منجزات الفترة التي انقضت من حياتهِ، فإذا كانَ قد لاقى النَّجاح في حياتهِ العمليَّة، أو إذا كانَ قد اصطدمَ بالفشل، فإنّهُ سيكون بحالةً من القلق والتوتُّر، ففي الحالة الأولى هوَ يخشى ألا يستمر النجاح في الفترة المقبلة على نفس النمط الذي عرفهُ حتى الآن، وفي الحالة الثانية يضيقُ ذرعاً بمعاكسةِ الظُّروف لهُ، وقد يخالطهُ اليأس لأنّهُ لم يوفّق في تحقيق أهداف رسمها وخطَّط لها في مطلع حياته.
وإذا كانَ معظم الأزواج لا ينجونَ منَ التعرُّض لمثل هذه التّجرب، فإنَّ المرأة العاقلة هي التي تحملُ مثل هذا الوضع على محمله الواقعي، فلا تُحاول أن تثير بعض المتاعب ظنّاً منها أنَّ هذا كفيلٌ بردع الزّوج وإكراههِ على تحسين مسلكهِ، فعليها ألا تثور ولا تزأر كالعاصفة، فهي تعلم أنَّ هذا لن يؤدي إلى تحسين الموقف، ولذا فإنّها تدركُ أنّ رد الفعل المناسب هو إعطاء الرّجل مزيد من جرعات الحب، ففي هذا أكبر معين له على تجاوز أزمتهِ أيَّاً كانَ نوعها.
وتؤكّدُ الدّراسات الاجتماعيّة والإحصاءات أنَّ حوالي 25% منَ الزّوجات يسلكنَ مسلك العنف والثَّورة، عندما يشعُرنَ بإعراض الزَّوج عنهنّ أو عدم إكتراثهِ بهن؛ فيطالبنَ بالطَّلاق.
والغالبية العظمى من النّساء حسبَ الدراسات يتحلّينَ بالتعقُّل والحكمة، ويتمتّعنَ بالثّقة الرّاسخة التي تجعلهنَّ متأكّدات من أنَّ مثل هذه الحالة التي يمرّ بها الزّوج ما هي إلا سحابة صيف وستمر ويعود الاستقرار إلى حياتهم الزوجيّة كما كانَ سابقاً، بشرط أن تُحسنَ التّعامل معهُ وتستوعبهُ نفسيّاً……
خلاصة المقال:
المرأة عندما يتغير زوجها معها عليها اتباع مايلي:
1- ألا تواجه تغيره بعنف وانفعال بل عليها أن تبقى لبقة في تعاملها معه إلا أن يتجاوز محنته.
2- أن تلتمس له الأعذار ولا تجزم بأنّ تغيره هذا ناجم عن نفوره منها أو انتهاء حبّه لها.
3- أن تزيد من اهتمامها بنفسها وبيتها وأولادها لأنَّ لذلكَ أثر إيجابي كبير في نفس الرّجل.
4- ألا ترهقه بالأسئلة عن سبب تغيره المفاجئ، لأنه بمجرد أن يحصل على الراحة في بيته سيعود لوضعه الطبيعي ومشاعره السابقة.
5- المرأة عليها أن تتحلى بالحكمة فلا تتسرع وتطلب الانفصال جرَّاء تغير تصرفات زوجها معها لأن الطلاق لسبب كهذا هو حماقة من المرأة وسيجر الكثير من المتاعب والمآسي عليها وعلى زوجها وعلى أولادها، فتزيد أعباء زوجها وتدمر أسرتها بسبب هواجس قد لايكون لها أي أساس من الصحَّة………
المرجع: كتاب المرأة المثالية في أعين الرّجال للأستاذ محمد عثمان الخشت.
Leave A Comment