المرأة المثالية في أعين الرجل
سوفَ تظل المرأة المثاليَّة ضالّة الرجل في كلّ زمان ومكان، يجدُّ في البحث عنها، ويُنشدُ الطُرُق التي توصل إليها، فهي القادرة أن تجعلهُ في وفاقٍ معَ نفسهِ، ومعَ الحياة، ومع الكون كلّه، إنَّها وطن الرّجل، إليها يرجعُ دائماً، وبدونها يضيع.
قال الله تعالى: ( ومن آياتهِ أن خلقَ لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعلَ بينكم مودَّةً ورحمة….) [ الروم: 21].
ونحنُ إذ نعيشُ عصراً حلَّت فيهِ سيكولوجيَّة مضطربة متوترة محل السَّكينة والتوازن الدَّاخلي، وتخلَّت فيه جميع أنواع الأصالة والجوهر عن مكانها، إلى جميع المظاهرالسّطحيَّة___ فإنَّ ظمأ الرَّجل إلى المرأة الأصيلة ظمأٌ واسع الأرجاء أكثر من أيّ وقت مضى.
إنَّ الرجل في عصرنا هذا أشد ما يكون تطلّعاً وحاجةً إلى مرأة تُلهمهُ وتعيدُ صياغتهُ النَّفسيَّة من جديد!
ولكن من هي تلكَ المرأة التي يمكنها أن تمنحهُ حباً وحناناً وعبقريَّةً ونجاحاً وتواؤماًمعَ الكون والحياة.
إنّها المرأة المثالية في نظر الرجل والتي تتصف بالصفات التالية:
1__ تراعي الأولويات: في نظام الأولويات الذي على الزوجة مراعاته تحتل العلاقة بين الزوجين العاطفية والجسدية المقام الأوَّل، فلا تهتم المراة بشيء مثل اهتمامها بزوجها، لأنّها تعلم أنّ هذا هوَ أحد مقوّمات السعادة الزوجيّة، يقول أحد كبار علماء النفس: ( إنَّ المؤسسات الزّوجية الناجحة هي التي تقوم على (نظام الأولويات ) المدروس دراسة وافية) وهذا يعني أنّهُ لا ينبغي للمرأة أن تترك حبها لأولادهاواهتمامها بهم يطغى على حبها واهتمامهابزوجها.ومن مقتضيات نظام الألويات ألأ تظن المرأة أنَّ عملها الخاص يأتي في المقام الأوّل، فالمقام الأوَّل هو للعلاقة بينها وبين زوجها.
2__ على المراة لتكون مثالية أن تكون منطقية في متطلباتها:
يقول مثلٌ طريف: ( إنَّ المرأة قبلَ الزواج لا تريدُ إلا الزوج، فإذا حصلت عليهِ أرادت كلّ شيء! )
يقول الشاعر: إنّك إن كلفتني ما لم أطق ساءكَ ما سرّكَ مني من خُلُق
وقد وصفَ معاذ بن جبل المرأة المتطلبة التي لا تراعي ظروف زوجها بأنّها فتنة السراء حيثُ قال: ( إنكم ابتليتم بفتنة الضرّاء فصبرتم، وإني أخاف عليكم من فتنة السرَّاء، وهيَ النّساء، إذا تحلينَ بالذهب ، ولبسنَ ربطََ الشَّام، وعُصبَ اليمن، فأتعبنَ الغنيّ، وكلَّفنَ الفقير مالا يُطاق ).
ومنَ الأمثلة النادرة التي يحدّثنا بها التّاريخ عن مثاليّة بعض الزوجات اللاتي يقدرنَ ظروفَ أزواجهن تقديراً لا حدَّ لهُ حتى لو كانَ على حساب مصلحتهن __ ما ترويهِ كتب الطَّبقات عن فاطمة الزهراء رضي الله عنها عندما مرت بها وبزوجها علي بن أبي طالب بعض الصعوبات المالية، مما أدى إلى أن تطوي ثلاثة أيام جوعاً، ولما رآها زوجها علي كرم الله وجهه وقد اصفرَّ لونها وتغيَّرَ حالها، قالَ لها:
ما بكِ يافاطمة؟
قالت: منذُ ثلاث لا نجد شيئاً في البيت!
فقالَ لها: ولماذا لم تخبريني؟
فأجابت: ليلة الزفاف قالَ لي أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يا فاطمة، إذا جاءك عليٌّ بشيء فكليهِ، وإلا فلا تسأليه.
3__ لا تختلق النّكد: إنّ سعادة الرجل في حياته تتوقف على مزاج زوجته أكثر من أي شيء آخر.
وقد تتمتع المرأة بكلّ فضيلة أخرى تحت الشمس ، ولكن هذه الفضائل كلها تصبحُ لا وزنَ لها ولا قيمة إذا كانت المرأة ذات طبع حاد ومزاج سيء، فالمزاج النكدي للمرأة يسبب منَ التّعاسة للرجل ما يسببهُ السفه، وتدلّ الاستقراءات العديدة لكثير منَ الزيجات على أنّ النكد الذي تخلقه المرأة هوَ من أكبر العوامل التي تقوّضُ صرحَ السّعادة الزوجية.
وقد قال كثير منَ الرجال: إنَّ أسوأَ صفةٍ من الممكن أن تتصفَ بها المرأة هيَ “اختلاق النكد” وتشير الدراسات إلى أنهُ معظم حالات هجر الأزواج لزوجاتهم لم يكن بحثاً عن زوجة جديدة ولا حب جديد أو امرأة أجمل إنما كانوا يفعلونَ ذلكَ فراراً منَ النكد ومنَ الجو القاتم المحطّم للأعصاب الذي كانت تظلل به زوجته البيت بما تختلقه من نكد، .
وتفتعلهُ من صدام.
وبرغم ذلكَ، فما زالَ كثير منَ النّساء منذ عهد الكهوف حتى اليوم يحلو لهنَّ “اختلاق النكد” في حين أنَّ المرأة المثاليَّة التي يكرم الله تعالى بها بعضَ الرجال، تجدُ سعادتها في كونها نبعاً فياضاً بالحبّ والسّكينة.
4___ لا تهمل مظهرها الخارجي مهما تقدم بها السّن:
لعلَّ أول ما يجعل الرجل يتعلَّق بالمرأة هو جمال شكلها وأناقتها وصورتها التي رآها بها أول مرة، ولكن للأسف بعض النّساء ينستنَ هذهِ الحقيقة بعدَ الزواج، فيهملنَ في أنفسهنَّ شيئاً فشيئاً، فتهمل شعرها ولباسها ولاتحرص على نظافة رائحتها، وتظل مرتديةً الملابسَ التي تؤدي بها سائر أعمال المنزل، متجاهلةً الذوق العام والآداب المرعيّة والجوانب النفسيّة والجماليّة، ولا تزال مصرَّةً على هذا الإهمال لاسيّما بعدما تنجب الأولاد، فتظنّ أنّها قد كبَّلت الرجل فلا يستطيع الفرار منها، ولكنها مخطئة في ذلك فالزوج لا يكبله شيء سوى حنان زوجته واهتمامها بنفسها وبه.
واهمال المظهر خطأ قاتل، إذ يؤدي إلى تصديع وانهيار الصورة التي رسمها الرجل عن المرأة عند زواجه بها، ولا شكَّ أنَّ انهيار الصورة الجميلة للمرأة في نظر الرجل سيؤتي عواقبه الوخيمة.
ولذلك لانندهش عندما نجد زوجة جميلة يهملها زوجها، ويتطلّع إلى غيرها، بينما نجدُ زوجةً أخرى قليلة الجمال ولكنها تمتلك قلبَ زوجها وعواطفه بحفاظها على أناقتها، وحرصها على نظافتها وبهاء زينتها وملبسها.
5___ تتحلّى باللباقة: تضع المرأة المثالية دائماً في حسبانها أنّه ليس هناكَ أجدى منَ اللباقة في تحقيق الانسجام مع الرجل، فهيَ السّحر الذي يسمحُ لها أن تنفذَ إلى أعماق قلبهِ ووجدانهِ في أغلب الأحيان.
واللباقة تعني بكل بساطة: الكلمة المناسبة … الفعل الملائم …… رد الفعل الذكي.
أو بعبارة أخرى: إنَّ المرأة اللبقة هيَ التي تلبس لكل حال لبوسها، وتستطيع أن تحوّل الموقف المضاد بذكائها إلى صالحها.
ومن أفضل ما يحدّثنا به التاريخ عن لباقة المرأة أمةً كانت أم حرَّة ما يرويهِ الأصمعي في كتابه الأغاني، فيقول:
دخلَ رجلٌ على الرشيد ومعهُ جارية للبيع، فتأملها الرّشيد، ثمَّ قال: خُذ جاريتكَ ، فلولا كلفُ وجهها، وخُنسٍ في أنفها، لاشتريتها.
فانطلقَ الرّجلُ بها، فلما بلغت السترَ قالت: يا أمير المؤمنين أرددني إليكَ أُنشدكَ بيتين حضراني، فردَّها فأنشدت تقول:
ما سَلِمَ الظبيُ على حُسنهِ كلا ولا البدرُ الذي يوصفُ
الظبيُ فيهِ خُنسٌ بيّنٌ والبدرُ فيهِ كلفٌ يُعرف
فأعجبت الرشيد بلاغتها، فاشتراها وقرَّبَ منزلتها وكانت من أحظى جواريهِ عنده.
6__ تحرصُ تجديد ذاتها و على تحصيل خبرات جديدة: تتميّز بعضُ النّساء عن غيرهنّ بقدرتهنّ المتواصلة على تعلُّم كل جديد، والاستفادة المتوالية من خبرات الآخرين وتجاربهم، انطلاقاً من الإيمان القوي بأنَّ أفضل وسيلة للتجدد هي التعلم المستمر وإضافة خبرات جديدة إلى خبراتها السابقة.
ومثل هذه المرأة تعتبر نعمةً من نعم الله على الزوج ، أما الأخرى فنقمة وبلاء عليه، فليسَ أصعب على الرجل وأدعى لشعوره بالسأم والملل من امرأة تقليدية لا تجدد نفسها وترفض تعلم أساليب وخبرات جديدة تعلي من قدرها وتزيدُ من ثقافتها، وتنمي شخصيتها.
وإلا فتكونُ في نظره حمقاء وبلهاء وغير جديرة بالاحترام.
7__ تحترم الناس وتعاملهم بلباقة: وخصوصاً الأقارب فهذا كفيل بأن يُنشئ الكثير منَ المودّة في قلب زوجها تجاهها، عندما يجدها تراعي أقاربه وأهله وتحبهم كما تحب أهلها.
8__ ليست مهملة: المرأة المثالية امرأة حريصة غير متهاونة أو مهملة، فعندما تفتح باباً لاتنسى أن تُغلقهُ، وإذا أخفت شيئاً لا تنسى أينَ وضعته، وتحرص على ترتيب منزلها واختيار مكان محدد ومناسب لكل شيء، وإذا ائتمنها أحد على سرّ لا تُفشيه أبداً.
9__ لا تحمل في عقلها سجلاّ أسود: المرأة المثالية ذات قلب أبيض، لا تحمل في عقلها سجلاً أسوداً ضخماً، تدوّنُ فيهِ كل نقائص زوجها صغيرةً وكبيرة، وحتى إن كانت تسجّلُ في ذهنها تلكَ النّقائص فهيَ لاتتحدّث بها ولا تستخدمها استخداماً سيّئاً بمناسبة وبدون مناسبة.
وهيَ أيضاً تقدر تلكَ النقائص بقدرها، فلا تضخّمها أو تهوّلها، وتأخذ بعين الاعتبار الصفات الإيجابية التي يمتلكها زوجها، وإن كانت تلكَ الصفات والمميزات منَ القوّة بمكان فهيَ يجبُ أن تقضي على عيوبهِ ونقائصهِ في عقلها فالمنطق يقول: ( الحسنات يذهبنَ السيّئات )
ولكن هناك نوعيّة منَ النساء لا تدري أين مصلحتها، ولاتعرف مواطن الضرر، فتعمل على إفساد حياتها الزوجية دونَ أن تدري عندما تُحدّثُ زوجها في كلّ مناسبة عما فيهِ منَ النّقائص، وكان الأجدر بها ألا تسنخدمَ هذهِ النقائص ذلكَ الاستخدام السيء، لا لمصلحة زوجها فقط وإنما لمصلحتها هي أيضاً.
10__ تُجيد فن المحادثة الوديّة: المحادثة الودّية ضرورية لخلق علاقة عاطفية بينَ الزوجين، وحتى تستمر المحادثة ممتعةً لسنواتٍ عديدة يحتاج الزوجان إلى مواضيع جديدة ليتحدَّثا بشأنها، وفي ضوء هذا فإنّ المرأة المثالية تجيد فن الحديث الودّي، ويكون لديها القُدرة على إثارة موضوعات جديدة تتحدّثُ فيها معَ الزّوج تكون موضوعات هادفة ولطيفة كأن تمتدحهُ وتشير إلى ميزاته وأهميته الكبيرة في حياتها……….
11__ وأخيراً والأكثر أهميةً أن تكون غير مفرطة في الغيرة: المراة التي لا همَّ لها سوى تعقّب حركات زوجها، وتتبّع أخباره والتَّشكيك في تصرُّفاته، والغيرة من معارفهِ وأصدقائهِ، لا ريبَ أنّها حمقاء تفصمُ بأفعالها تلكَ عُرى المحبّة والثقة بينها وبين زوجها .
ومن ثمّ فإنّ الرجال الخبراء بفن العلاقات الزوجيّة كثيراً ما يحذّرونَ المرأة منَ الإفراط في الغيرة، فيقولُ أحدهم وهوَ أبو الأسود لابنته قبلَ زواجها: ( إيّاكِ والغيرة، فإنّها مفتاح الطّلاق )
ويجدرُ بالمرأة لو فقدت أعصابها لأيّ سبب منَ الأسباب فغارت غيرةً في غير موضعها، أن تعترفَ بخطئها، وتصلح ما أفسدتهُ، والأهم من كلّ هذا أن لا تكرر خطأها مرةً أخرى.
ومنَ الطرائف التي يرويها المحدّثون ما جاء عن أنس بن مالك رضيَ الله عنهُ قال: أهدى بعضُ نساء النبي صلى الله عليه وسلَّمَ له قصعةً فيها ثريد، وهوَ في بيتِ بعض نِسائهِ، فضربت عائشة القصعةَ، فجعَلَ النبيّ يأخذُ الثريد ويردُّهُ في القصعة ويقول: ( كلوا غارت أمكم !! ) أي أصابتها الغيرة. وفي روايةٍ أخرى أخرجها أبو داود والنّسائي أنَّ السيّدة عائشة ندمت على ذلكَ، وقالت: يارسولَ الله، ما كفَّارة ما صنعت؟
قال: إناء مثل إناء، وطعام مثل طعام.
وهناك صفات كثيرة أخرى لابدَّ من أن تتصفَ بها المرأة لتكون مثالية كأن تكون ليست متكبّرة___ تحترم رغبات زوجها وذوقهِ ____ أنت تتصف بالحنان والوقار و الصبر والاستقرار( الثبات) والتنظيم الغير مبالغ به.
تلكَ هي صفات المرأة التي ينشدها أي رجل، وإنّ امرأة تمتلك تلكَ الصفات والمقوّمات سيغمرها حبّ زوجها مدى الحياة…………..
المراجع: كتاب المرأة المثالية في أعين الرجال للكاتب الأستاذ محمد عثمان الخشت.
Leave A Comment