الدكتورة ناديا سركيس الشايب من رائدات النهضة النسائية في سوريا :
الدكتورة ناديا سركيس الشايب ولدت في عام 1929-2012
تعتبر الدكتورة ناديا الشايب من أوائل الطبيبات السوريات اللواتي تخصصن في مجال التخدير.
تعود في أصولها إلى مدينة معلولا، وهي من مواليد عام 1929م. سكنت مع عائلتها في منطقة القيمرية “زقاق الخمارات”، وتلقت تعليمها بكافة المراحل في مدرسة الآسية وحصلت على الشهادة الثانوية العربية والفرنسية عام 1946.
بعد حصولها على الشهادة الثانوية دخلت كلية الطب وبذات الوقت بدأت التدريس عام 1947 لمادة العلوم للمرحلة الإعدادية إضافة لمادة تربية الطفل لطلاب البكالوريا في مدرستها الآسية ومدرسة الإنكليز، إضافة لعدد من الدروس الخصوصية لبعض التلاميذ كي تتمكن من شراء كتبها الجامعية وإكمال دراستها.
استطاعت عبر مسيرتها الطويلة في مهنة الطب أن تثبت حضوراً بارزاً على صعيد مهنتها، فلقد كانت أول طبيبة سورية تخصصت بالتخدير، خلال دراستها الثانوية والجامعية عملت في مجال التدريس وتميزت في الانشطة المدرسية في الفنون المسرحية والموسيقية والرياضية ولم يقتصر تميزها في مهنتها بل إنها من الرياضيّات اللاتي حصلن على بطولة سورية في كرة السلة.
تم اختيارها لمرافقة (انديرا غاندي ) عند زيارتها لسورية وقدمت لها شرحا عن واقع الجامعة.
تخرجت طبيبة عام 1952, اتبعت دورة علمية بالتخدير وتدربت على يد البروفسور الانكليزي (سكوت ) وصارت أول طبيبة تخدير في سورية وأول من استعمل الاجهزة الحديثة بالتخدير، فقد كانت أول من خدر على الطريقة الحديثة في مشفى الجامعة الوطني بأجهزة متطورة، وقد كان العمل يستهلك وقتها ليلاً ونهاراً خاصة أن طبيب التخدير يجب أن يرافق جميع الجراحين بكل الاختصاصات.
عاصرت في حياتها المهنية اطباء كبار مثل مرشد خاطر ونظمي القباني وشوكت الشطي وتاثرت بهم. عملت في مشافي الجامعة الوطني لمدة أربع سنوات حيث لم يكن يوجد أي طبيب مخدر غيرها، ثم تفرغت للعمل في عيادتها الخاصة اعتباراً من العام 1957، إلى جانب عملها ببعض المشافي الخاصة مثل الطب الجراحي. وقد كانت خلالها مثالاً في الانسانية وباب بيتها وعيادتها كان مفتوحا للفقراء ولأبناء ضيعتها تستقبلهم بوجهها البشوش وضحكتها العريضة وروحها المرحة وكان ذلك نصف العلاج لأمراضهم. توفيتْ في شهر أيلول عام 2012، وتعتبر فخراً للمرأة السورية و لكل سوري. تميزها لا يأتي من الناحية الطبية فقط وإنما أيضاً كانت أنموذج للمرأة العاملة الناجحة التي يقتدى بها من قبل الشابات والناشئات في مجتمعنا.
Leave A Comment