حبي الضائع (قصة قصيرة):
على مقعد في الحديقة جلست أستجدي بعض الذكريات السعيدة ولكن البرد كان يجمد كل شيء حتى أفكاري وذكرياتي ، اعتراني حنين لحضن أمي ودفء عينيها ، انتهزت فرصة انهمار المطر ورحت أبكي كطفل ضائع ، كانت عيناي تنظران إلى أماكن مغتربي دون أن ترى شيئا” ، وظلت لا ترى .. وفجأة رأت عينيك يا (سابين) عندما وقفت بجانب مقعدي ووضعت مظلتك فوق رأسي مستغربة من وجودي تحت المطر .
وبعدها تسارعت الأحداث وغدوت حبيبتي ومؤنسي في غربتي ، وشمسي التي أنستني أنني في بلاد اللاشمس ..
صحيح أن تلك البلاد تحمل نفس حروف اسم بلادي ولكن شتان بين بلد الشمس والنور وبلد البرد والمطر شتان بين سوريتي الدافئة ، وروسيا البلد الذي أوفدت إليه من أجل أن أدرس الصيدلة .
آخر ما كنت أتوقعه هو أن أعثر على حب عمري في بلاد غريبة .
الحب والدفء والأمان كلهم كانوا مجتمعين فيك يا (سابين ) تزوجنا وكنا سعداء ، وليست السعادة إلا قلبا” يدرك قيمتك فيحتويك .
كتمت السر عن أهلي وفي كل إجازة أقضيها في بلدي تخبرني أمي بأن ابنة خالتي (فاطمة ) قد صارت صبية وهي ترفض كل من يتقدم لخطبتها لأنها تنتظرني فأضحك ، وأقول في نفسي لا تتعبي نفسك يا أمي فلقد وجدت ملاذي ومأمني .
بعد التخرج وعدت (سابين ) بأنني سأخبر أهلي بأمرها وأعود لاصطحابها معي كان الوداع مؤلما” يفطر الأفئدة شلالات دموعنا اختلطت تعلقت عيناها بي لتغرف صورتي بكم أكبر وتدسها في قلبها الرقيق ،أمي أنا متزوج منذ فترة طويلة إنها فتاة رائعة يا أمي كانت مؤنستي في غربتي احتوتني هي وأهلها أنا لن أنس’ معروفهم أبدا” ، ستحبينها يا أمي أنا متأكد من ذلك .
صوت صراخ أخالها خلاله لفظت اسمي بقهر كبير (محمد ) ما الذي تقوله أتنوي على قتلي
طلقها وستتزوج فاطمة وإلا تبرأت منك وغضبت عليك أنا وأبوك . تجمدت أوصالي تسرب البرد إلى منتصف قلبي ، ست سنوات مضت على فراقك سابينتي الحبيبة قلبي أرسلته إليك مع رسالة اعتذاري ألم تريه ؟!
أنا أحيا مع زوجتي وأهلي بلا قلب يا حبيبتي،لم تكن شجاعتي كافية للاحتفاظ بك لأنني ابن الأعراف و التقالد البالية .
عائشةأحمد البراقي
جميع الحقوق محفوظة لموقع علمني
Leave A Comment