المدارس الأدبية في الأدب العربي

ظهرت في أدبنا العربي الحديث عدّة مدارس أدبيّة في النّصف الأوّل من القرن العشرين وهذه المدارس هي :

1″_ مدرسة البعث والإحياء :
روّادها : أحمد شوقي وحافظ ابراهيم في مصر ، بدوي الجبل ومحمد البزم في سورية ، ومعروف الرّصافي في العراق

سميّت بذلك الاسم لأنّها قامت بإحياء الشّعر العربي وبعثه بعد قرون عديدة من الركود والضّعف التي مرّت بها الأمّة

العربيّة ولاسيّما العصرين العثماني والمملوكي ……

وهذا الأمر أدّى إلى إضعاف الأدب العربي ، فجاء مجموعة من الشعراء وأحيوا الأدب العربي .

زعيم هذه المدرسة بلا منازع هو ( أحمد شوقي ) صاحب ديوان الشوقيّات وهذه المدرسة لها مكانة

كبيرة في أدبنا ولها مزاياها وعيوبها .

* أمّا مزاياها : فهي

1_فعلى ما قدّموه من تقليد لما هو قديم إلاّ أنهم استحدثوا أغراضا” شعريّة جديدة لم تكن معروفة كالشّعر الوطني

والاجتماعي ، والقصصي والمسرحي ، وكان شعرهم هادفا” في مجمله .

2_ تركت نتاجا” ضخما” كشوقي وحافظ والرّصافي .

3_ حاولت أن تعيد للشّعر قوّته .

4_ لشعرائها مكانة وأهمّية كبيرة في الشّعر العربي .

* وأمّا عيوبها :

1_ درجت على التّقليد والمحاكاة للقديم ، وذلك بالاعتماد على اللغة المعجميّة الصّرفة ، كالتّقليد في الصّورة الشّعرية ، والأوزان العروضيّة والقاموس الشّعري اللغوي .

2_ اهتمامهم بالصياغة البيانية والإفراط فيها دون الاهتمام بصدق التّجربة .

3 _ الإكثار من شعر المناسبات .

4_ المبالغات غير المعقولة في الشّعر .

ومن أمثلة أشعار هؤلاء الشعراء شعر للشاعر أحمد شوقي حيث يقول في ترقّي المصريّات :

مصرٌ تجدد مجدها * بنسائها المتجدّدات

النافرات من’ الجّمود * كأنّه شبح الممات

وهناك شعر له فيه مبالغة مدح فيه عن السلطان عبد الحميد :

فكنت كعين ذات جري,, كمينة * تفيض على مرّ الزّمان وتعذب

موكّلة في الأرض ، تنساب في الثّرى * فيحيا ، وتجري في البلاد فتخصب

2″ ) مدرسة الدّيوان :

أشهر أعلامها عبّاس محمود العقّاد ، عبد الرّحمن شكري ، إبراهيم عبد القادر المازني

كانت هذه المدرسة شعرية ونقدية ونثرية ، وقد اطّع هؤلاء على اللغّة الانكليزيّة والأدب

الغربي .

وقد أثارت هذه المدرسة فكرة التجديد ، أي ترك التقليد في أيّ صورة من الصّور ، وقالوا

إنّ’ الشّاعر ليس من يحصي الأشياء ويعدّها ، وإنّما من يحسّ بها .

ولكن التّجديد عندهم كان محدودا”لأنّهم لم يطبّقوا ما نادوا به .

عملت منذ نشأتها على التّمرد في وجه القصيدة العربيّة التقليدية :

1- في الشكل : ثاروا على نظام القصيدة الطويلة ذات النّسق الموحّد ، وجنحوا إلى شعر المقطوعات والتوشيح

وثاروا على نظام القافية الموحّدة .

2_ في المضمون : تمرّدوا على محدوديّة الطّموح ، والانحسار في توافه الأمور ، وعلى رضوخ الشّاعر حيال

ما يراه في الكّون من نواقص وتناقض ، وعلى موضوعات الشعر وخلوّه من الإحساس ، ورفضوا شعر المناسبات

ووصف الأشياء وعدم الشّعور بجوهرها .

3_ في البناء : رفضوا التفكّك الذي يحيل القصيدة إلى مجموع مبدّد

4 _ في اللغة : تمرّدوا على ما سمّي’ بلغة الشعر أوالقاموس الشّعري ، ودعوا إلى تحرير اللّغة الشّعرية

والتّعبير عن المضامين الجديدة بلغة,, جديدة .

وأخيرا” : حاولت هذه المدرسة التجديد وانتهت إلى أنّ’ االتّقليد يميت اللّغة ، واندفعت بالشّعر العربي إلى الأمام

لكن لم يصل هؤلاء إلى درجة كبيرة ……..

3″) جماعة أبولو : أعلامها هم : أحمد رامي ، د. كمال نشأت ، إبراهيم ناجي من مصر ، ابو القاسم الشّابي من تونس .

1_ خدمت النّاحية التطبيقيّة بشكل كبير أكثر من مدرسة الدّيوان ، لكن الأهم أنّ’ نتاجهم الشّعري كان ناجحا”

ونجحوا نجاحا” كبيرا” ،واتّخذوا المنهج الرومانسي في الكتابة بشكل كبير ، وسميّت باسم مدرسة الوجدان الشعري

2_حوّ’لت الشّعر الحديث إلى تجربة لها مذاق خاص وطعم مميّز .

3_ جعلت الشاعر صاحب رؤية بالمعنى الذي نستخدمه الآن لهذا المصطلح .

4″) مدرسة المهجر :

روّادها : الغالبية العُظمى من شّعراء المهجر اللبنانيون ، منهم جبران خليل جبران، ميخائيل نعيمة ، أمين الريحاني

إيليا أبو ماضي ، وغيرهم ……..

من سورية جورج صيدح ، نسيب عريضة ، نظير زيتون .

1- امتازَ شعراؤها بالصدق وذلك لتحرّرهم من الرقابة السياسية آنذاك .

2- وجمع شعراؤها بين حلاوة السجع واختصار الوضع ، وكان لهم مذهبهم في فهم الشّعر

والتّجديد فيه ، فقد أغنوا اللّغة بالألوان من الأخيلة ونفخوا الحياة والحركة في جسم المعنى

3- يتجلّى الطابع العام للأدب المهجري في ثلاثة طوابع : التأمل _ الحنين التفكّر

4- لعلّ شعراء المهجر التفتوا إلى التّجديد تلبية” لدواعي العصر ، وقد اعتبر الباحثون
أنَّ شعراء المهجر كانت لديهم الجرأة في نبذ القديم،  لكنّهم لم يوفّقوا، لذا ظلّوا محدودين في تجديدهم

5″- مدرسة الشّعر الحر ( شعر التفعيلة ) :

أعلامها: بدر شاكر السّيّاب، نازك الملائكة، صلاح عبد الصّبور

مصيبة هذا الشّعر أنّه يحمل غموضاً كبيراً، فالشاعر المعاصر يريد أن يستعرض قدراته الثّقافيّة .

والرّمزيّة الكبيرة في هذا الشّعر نفّرت الكثيرين منه ، وخاصة لخروجه عن نظام الشّطرين.

حققت كل ما طمحت إليه المحاولات السّابقة في تجديد الشّعر، وتُسمّى ( شعر التّفعيلة )

لأنّها أسّست للشّعر الجديد وحقّقت شيوعه.