في أيامِ الحروب تُعزُّ نُفوسٌ وتذلُّ نفوس، فيذوبُ القَلبُ شوقاً لموطنه، وألماً لما آل إليه، يُحَطُّ قَدر المرء إذا خَرج من بيته (كما يقول المثل: من خرجَ من داره قلَّ مقداره ) وطلب ملجأً ومأوى في بيتِ غيره فكيفَ إذا خرجَ من وطنه؟!
وحيدة (خاطرة ):
وحيدةٌ أنا يا أمي،
ذئاب الحيِّ تنهشني
وجوعُ الحرب يَلسعني
أُشعل شعلةً مِن نار
تآنسني وتحرِسني
إنَّ الذلَّ يا أُمَّاه أتعَسَني
غلاءُ الخبزُ أفلسني
منظمات الإنسانيَّة
تُخبرُني
بأنَّها تقدّس الإنسان
تقدسني!!
أصف أنا على طابور تقديسي
فيدهسُني
ويسلب مني كراماتٍ
أطلتُ بناءها عُمراً
ثمَّ عند نهايةِ الطَّابور أُقايضها ببضعِ فُتات
وأمشي بلا ساقين تائهةً
إلى مأوى غريبٍ
لا يُشابِهُني
ولا اخترته …..
فقط مأوى بالكاد يضمُّ جسميَ المُتعَب
وروحي تَطير إلى وطني
إلى زمان غابَ في الزَمن
تنام روحي على ثرى بيتي المنهار
وعند الصبح تستيقظ
مرفرفة
لتحضِّر قهوة الصُّبح
وتجلسَ على الشُّرفة
فأستيقظ …
فلا بنٌ بتلكَ الأرضِ قد أجد
ولا شُرفة
هي اللَّهفة أرشِفها
فتُسكرني
وتخبرني
لعلَّها تكذب !!!
ولكنني أفرح
بأنّي في صيفنا القادم
سأشربُ قهوتي أبداً
في بيتي على الشُّرفة
خارجَ أسوار غربتي
خارج المنفى …..
عائشة أحمد البراقي
جميع الحقوق محفوظة
Leave A Comment