على جبهته التي عانقت السماء شموخا”، ولفحتها خيوط الشمس، تحدرت قطرات غزيرة من تعب؛ وشعت عيونه ببريق أمل بخلاص قريب .
اشتاق قلبه للحب، وسئمت روحه الحرب .
ومن أعماق السأم غرف’ فيوضا” من صبر وتجلد .
من أمام عيونه المترقبة خطف’ الموت عشرات
الرفاق، كان فراقهم كبتر اعضائه بل أكثر .
يمر بخاطره صورة طفله الذي يكبر بمنأى عن حضنه، ومنظر زوجته التي أنهكتها الوحدة
فنحل جسمها فهي بالكاد تتناول بضع لقيمات
لسد الرمق .
ينحدر سيل من عيونه يسدد بندقيته على المتآمرين على السعادة والأمان ويلعنهم ملأ فمه يطلق عليهم رصاصات قهره .
وفي دلجة الليل يصرخ مستغيثا” ( متى نصر الله ) ؟!
تهاتفه زوجته : – كيف’ حالك ، لقد انقبض’ قلبي
أنت بخير؟
- يبتلع غصته ويجيبها :
كنت بخير وصرت بألف منه عند سماع صوتك، كيف’ حال ابننا ؟ - بخير .
- وأنت ؟
- تبكي .
يبكي .
ينتحبان
وتعتمر القلوب بالصبر والأمل من جديد ويعاودان مسيرة الكفاح لأجل أغلى ما يملكون ..
لأجل الوطن .
Leave A Comment