في عام 718م وُلد الخليل بن أحمد الفراهيدي، يعرفه الجميع بأنه واضع علم العروض الذي يُعرف به صحيح الشعر من فاسده، على أن الرجل أبرع من هذا بكثير وما علم العروض إلا نقطة في بحر علمه .
الخليل بن أحمد كان أبرع العرب وأعرفهم باللغة، فهو أستاذ سيبويه والأصمعي والكسائي هو صاحب معجم العين أول معجم عربي في التاريخ، ونحو سيبويه كله استقاه من الخليل فإذا كان هذا حال التلميذ فكيف كان حال الأستاذ!
كان زاهداً في الدنيا، لا تعنيه المناصب، حتى قال عنه تلميذه( النضر بن شُميل) : أقام الخليل في البصرة لا يملك دينارين وتلامذته يكسبون بعلمه الأموال!
وكان سفيان بن عُيينة يقول عنه: من أراد أن ينظر إلى رجل خُلق من الذهب والمسك فلينظر إلى الخليل .
بالإضافة إلى علمه كان دمث الأخلاق، عذب الروح، ما عاشره أحد إلا أحبه، وعنه يقول (محمد بن مناذر) :
كنتُ أمشي مع الخليل فانقطع شسع نعالي فمشيتُ حافياً، فخلع الخليل نعليه ومشى حافياً، فقلتُ له: ماذا تفعل يرحمك الله؟
فقال لي: أواسيك في الحفاء .
وعنه قال اليزيدي:
رأيتُ الخليل بن أحمد جالساً على حصير، فأوسعَ لي، فكرهتُ أن أُضيِّق عليه
فقال لي: يا يزيدي، لا يضيق سَمُّ خياطٍ على متحابين، ولا تتسع الدنيا لمتباغضينِ .
Leave A Comment