كيف نرثي جدار القلب إذا تمزق وكيف نكفكف دمع الروح إذا انسكب .
كيف بمقدورنا تغيير هذا الواقع الذي يصيب بالذهول
مشاهد التشرد والفقر والقذارة التي تعلو طهر الأطفال وتطمس ملامح الكبار فتصيب القلب بالتفطر .
الجوع ……الجوع وحش الأبدان الذي يلتهمها بلا رحمة ، كيف توصل’ الإنسان إلى تقريب المسافات باختراع
وسائل التواصل الإجتماعي فغدا قادرا”على التعبير عن رأيه وهو جالس على أريكته ، ووفر الجهد’باختراع الآلات المتنوعة فآلات للتغليف والقص واللف والتعليب حتى صار الإنتاج مضاعفا” آلاف المرات عما كان سابقا” .
وتمكن’من تصنيع أفخر أنواع السيارات وأسرعها …
ولكنه إلى الآن لم يتمكن من تقسيم الطعام واللباس والماء
على نحو يمحو من هذه الدنيا آثار الشقاء ، القمحة على صغرها مقسومة إلى قسمين ولو بخط وهمي كإشارة إلى ضرورة الإقتسام والتفكير بالآخرين ، ينابيع نقية كثيرة في أعماق الأرض يكفي مخزونها ليغطي سطح الأرض بطوفان ، ورغم’ذلك لم يزل هناك حتى الآن من يموت من شرب المياه الملوثة ، أو من يقضي نصف يومه لجلب المياه النظيفة من أماكن بعيدة عن مكان سكنه .
يبدو الأمر كما لو أن المترفين يعيشون في كوكب آخر بعيد عن كوكب الجياع فتحجبهم ظروف قاهرة عن تقديم يد العون أو تبادل المشاعر والأحاسيس .
كيف يهنأ المتخوم بنومه رغم معرفته بوجود عراة وجياع وتعساء .
في فترة من عمري كنت أظن أنه لاذنب للغني إذا أهمل المحروم وأنه لو شاء الله لخلق’ الفقير’ غنيا”، ولكنني مع الوقت عرفت بأن’الفقير هو ابتلاء الغني ولاينجح بهذا الاختبار إلا إذا تصدق بحق معلوم للسائل والمحروم .
فما بال الوجود يتقدم ويتطور ماديا”ويتدهور أخلاقيا” ؟!
ويقبل بنهم على الحضارة ، ويشيح وجهه عن احتياجات الإنسان رغم’ أن’الإنسان هو جوهر الحياة وأساسها ، فلا حضارة بانعدام الإنسانية ، ولا أخلاق مع وجود الأنانية .
Leave A Comment