ﺃﺭﺳﻞَ ﺃﺣﺪ ﺃﻣﺮﺍﺀ ﺑﻨﻲ ﺃﻣﻴﺔ ﺍﺑﻨﻪُ الصغير ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﻟﻴﺘﻔﺘَّﺢ لبه ﻭﻋﻘﻠﻪ ، ﻭﻟﻴﺄﺧﺬ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻭ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﻫﻞ ﻓﺼﺎﺣﺔ، ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻤﻪُ ﺃﺭﺳﻠﻪُ إﻟﻰ شيخ ﻓﻲ ﻧﻮﺍﺣﻲ ﺩﻣﺸﻖ ، ﻓﻘﺎﻝَ ﺍﻟﺸﻴﺦُ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﺳﺄﻗﺮﺃُ ﻋﻠﻴﻚَ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﺪ ، ﻓﺮﺩﺩ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻲ ، ﻭﻗﺮﺃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺗَﺒَّﺖْ ﻳﺪﺍ ﻓﻘﺎﻝَ ﺍﻟﻄﻔﻞُ ﺗَﺒَّﺖ ﻳﺪﺍﻥ ، ﻓﻨﻬﺮﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ، ﻗُﻞ ﺗﺒﺖ ﻳﺪﺍ ، ﻓﻜﺮﺭ ﺍﻟﻄﻔﻞُ ﺗﺒﺖ ﻳﺪﺍﻥ ، ﻓﻐﻀﺐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺃﺧﺬَ الطفل إلى ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻭﺃﺧﺒﺮﻩُ ﺃﻥَّ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻻ ﻳُﺮﻳﺪُ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻭﺣﻜﻰ ﻟﻪُ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ،ﻓﻄﻠﺐَ ﺍﻷﻣﻴﺮُ ﻣﻦ ﻭﻟﺪﻩ ﺃﻥ ﻳﺮﺩﺩ ﺗﺒﺖ ﻳﺪﺍ ﻭﻟﻜﻦَّ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻛﺮﺭ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﺒﺖ ﻳﺪﺍﻥ فاحتار ﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺑﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺇﻻ إعرابي ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ، ﻗﺎﻝَ ﻟﻬﻢ ﺃﻧﺎ ﺃُﻋﻠِّﻢُ ﺍﻟﻄﻔﻞ ، ﻭﺃﺧﺬ ﺑﻴﺪﻩِ ﻭﻗﺎﻝَ ﻟﻪ :
ﻗﻞ ﻳﺎ بني : ﺗﺒﺖ ﻳﺪﺍ ﺃﺑﻲ ﻟﻬﺐٍ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻄﻔﻞُ ﺗﺒﺖ ﻳﺪﺍ ﺃﺑﻲ لهب
فالتفت ﺍﻹﻋﺮﺍﺑﻲ ﻟﻸﻣﻴﺮ ﻭﻗﺎﻝَ ﻟﻪُ :
ﻫﺬﺍ ﻏُﻼﻡٌ ﻓﺼﻴﺢ ،ﻓﺎﻟﻤﺜﻨﻰ ﻻ ﺗُﺤﺬﻑ ﻧﻮﻧﻪ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ مضافًا ، ﻭﺍﻟﻌﺮﺏُ ﻻ ﺗﻘﻮﻝ ﺗﺒﺖ ﻳﺪﺍ ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻘﻮﻝُ ﺗﺒﺖ ﻳﺪﺍﻥ !

ﻓﺄُﻋﺠِﺐ ﺍﻟﻘﻮﻡُ ﺑﻔﺼﺎﺣﺔِ ﺍﻟﻐﻼﻡ .